19 - 07 - 2024

كلام والسلام | من .. زمااااان !

كلام والسلام | من .. زمااااان !

كل الناس ماسكين سكاكين وخناجر وراء ظهورهم .. لبعضهم البعض !

لا أحد يفى بوعده . ولا أحد يبقى الخير له أولغيره . ولا أحد يعرف فضيلة العفو عند المقدرة! ، تحول معظم الناس لمقولة واحدة: أخطف وأجرى .. مصلحتى ثم مصلحتى .. ولا شيء من قبل ولا من بعد!

هل هى ضغوط الحياة وضيق العيش ورداءة الحال ؛ أم هو ضعف الأيمان وفساد الأخلاق؛ واللى تغلب به ألعب به ؛ وزمن الفهلوة والتهليب .. دون وازع أو ضمير؟

وقديما ..

في عهد عمر بن الخطاب ؛ جاء ثلاثة أشخاص ممسكين بشاب ؛ وقالوا لعمر: نريدك أن تقتص لنا منه .. لقد قتل أبانا.

* ولماذا قتلته؟

- أنا راعى غنم .. وأحدهم أكل شجرة من أرض أبوهم فضربه أباهم بحجر فمات ؛ فأمسكت بالحجر وضربته فمات.

 * سأقيم عليك الحد.

 - أمهلني ثلاثة أيام فقد مات أبي وترك لي كنزاً أنا وأخي ؛ فإذا قتلتني ضاع الكنز ؛ وضاع حق أخي.

* ومن يضمنك؟

 - هذا الرجل.

 * يا أبا ذر هل تضمنه؟.

 - نعم يا أمير المؤمنين.

* إنك لا تعرفه .. وإن هرب أقمت عليك الحد

- أضمنه.

وذهب الشاب ومر اليوم الثالث والناس قللقة على أبي ذر ؛ حتى لا يقام عليه الحد

جاء الرجل وهو يلهث ووقف أمام عمر قائلا: سلمت الكنز لأخيوأنا تحت يدك لتقيم عليّ الحد.

 * وما الذي أرجعك؟

 - خشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس.

* وسأل عمر أبا ذر: لماذا ضمنته؟

- خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس .

فتأثر أولاد القتيل فقالوا لقد عفونا عنه.

* ولماذا؟

- نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس.

كل عام وأنتم بألف خير.
-------------------------------
بقلم : خالد حمزة
[email protected]

مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام | حمير .. طروادة